كوستي التاريخ
الأربعاء، 28 فبراير 2018
الأحد، 23 أبريل 2017
كوستي القصة والتاريخ
كوستي القصة والتاريخ
بقلم الاستاذ / نصر الدين شلقامي
لا شك أن أية مدينة من مدن السودان تزخر بذلك الجيل الفريد.. ولكن،
وأنا أكتب هذا المقال، في مخيلتي مدينة كوستي وجيل العمالقة الذي
عاش فيها وخلَّد اسمه بأحرف من نور في كل ركن من أركان المدينة.
ولا أكاد أذكرهم إلا ويأتي ذكر مدينة كوستي، حيث لا يأتي ذكرالمدينة
من غيرهم، وأكثرهم انتقل إلى الرفيق الأعلى، والباقون منهم ما يزالون
يبذرون في الأرض بذرة الخير والفضيلة.
إن فكرة الحديث عن مدينة تبدو غريبة بالنظرة التجريدية، بمعنى أن
المدن - وهي الأرض والبيوت والمزارع والمصانع- نبض حياة متمثل
في العلائق القائمة بين المجتمعات والبيئة والحياة والطبيعة.. فالمدينة
مفرغة من الناس هي جماد بلا حياة، والناس بدون هذه الأرض والنهر
والبيوت والأركان المعتادة يبدون كقطيع في خلاء لا يشكلون صورة
منطقية لمجتمع أو مدينة أو أي كيانب ملامح واضحة.. فالمدن هي
الناس، والناس هم المدن.. لأنه لا يوجد هذا الفصل بين الأرض والإنسان
لماذا كوستي؟
تلك الأسئلة التحدي تحولت الإجابة عليها إلى فعل يقودني كل مرة إلى
مرفأ جديد، وتصبح الفكرة أكثر إلحاحاً فقطعت رحلة ممتعة في أضابير
الوثائق، وتجولت في شوارع التاريخ القديم والحديث،وأتيح لي أن
التقي العشرات من الناس، وبذل الكثيرون معلومات غاية في الأهمية،
وامتد الحماس سيلاً متدفقاً.. فكانت الرحلات إلى كوستي ولقاء عشرات
من المقيمين القدامى والعارفين بأحوال كوستي ومنذ بداية النشأة
وفتحت ذاكرة أكثر من شخص، وتدفق سيل من المعلومات في شتى
المجالات، مثل هذه المحاولات في تسجيل التاريخ لا تسلم من سهو أو
خطأ ما، فربما تسقط اسماء وإن ظلت محفورة في ذاكرة إنسان كوستي.
وأرجومخلصاً إن وقعت في سهو أو خطأ ما أن أكون عند الجميع حسن
النية.
مرفأ جديد، وتصبح الفكرة أكثر إلحاحاً فقطعت رحلة ممتعة في أضابير
الوثائق، وتجولت في شوارع التاريخ القديم والحديث،وأتيح لي أن
التقي العشرات من الناس، وبذل الكثيرون معلومات غاية في الأهمية،
وامتد الحماس سيلاً متدفقاً.. فكانت الرحلات إلى كوستي ولقاء عشرات
من المقيمين القدامى والعارفين بأحوال كوستي ومنذ بداية النشأة
وفتحت ذاكرة أكثر من شخص، وتدفق سيل من المعلومات في شتى
المجالات، مثل هذه المحاولات في تسجيل التاريخ لا تسلم من سهو أو
خطأ ما، فربما تسقط اسماء وإن ظلت محفورة في ذاكرة إنسان كوستي.
وأرجومخلصاً إن وقعت في سهو أو خطأ ما أن أكون عند الجميع حسن
النية.
يظهر جلياً لكل الباحثين في تاريخ السودان أنه من الصعب تقصي التاريخ
في بعض أجزاء السودان في فترةما قبل الميلاد، بالرغم من الرحلات
التي قام بها بعض المؤرخين والجغرافيين اليونانيين وغيرهم.
كما اتضح أنه لم يتمكن أيهم من تحديد اسماء بعض المناطق التي تبدو
لنا اليوم في اسمائها المعاصرة المعروفة. ولكن علماء الآثار والباحثين
في الحفريات بما قدموه لنا من كشوفات أثرية يحددون لنا بعض التاريخ
الذي وإن لم يكن وافياً بالقدر المطلوب، لكنه مع ذلك يؤكد قدم وعراقة
هذه المناطق وما شهدته في الماضي من أحداث.. فاكتشافات المدي
الحجرية في مناطق جبال النوبة وما بين الخرطوم وكوستي وكرمة
توضح لنا مدى اتصال المدن السودانية بعضها ببعض.
كما أن الجرار ذات الخطوط المتموجة التي عثر عليها في الخرطوم
وكوستي، وفيما بعد في كرمة وكسلا ووادي هور، تشير الى هذا الاتصال
والارتباط بين مدن السودان في ذلك العهد.. ولكن الاستاذ أ.ج آركل
يضيف بقوله ان مثل هذه الجرار اكتشفت كذلك في ليبيا وكينيا، الا
انها وجدت بكثرة في مناطق كوستي، والحفريات التي ضمت بعض
الآثار في شمال دارفور والجزائر وصقلية وكريت اكملت الصلات
الآركيولوجية بين كوستي وشمال افريقيا، ولكن مع الأسف لم يحدد لنا
الباحثون في تاريخ الشلك اسم هذا المكان الذي يعرف اليوم بكوستي.
والاكتشافات التي قامت بها الأستاذة كاتون طومسون وما عثرت عليه
من سهام حجرية ومخازن للغلال تحت الأرض في الفيوم ظهرت هذه
الآثار مطابقة للسهام الحجرية والمطامير (مخازن الغلال) في كوستي،
وحدد هذا التاريخ بحوالي3900 ق.م.. وربما امتدت مملكة كوستي
الى سنار وبعض مناطق النيل الأزرق ووصلت الى (جبل موية)،
منطقة جنوب شرق كوستي، وتلك المناطق الواقعة ما بين النيلين
الأزرق والأبيض، وفي متحف الخرطوم توجد مجموعة تحت رقم
(3643) اكتشفت عام 1950م هي بين الحفريات التي قام بها آركل..
ويوجد بين هذه المجموعة تمثال لجعران يرجع تاريخه لنفس تاريخ
الآثار التي اكتشفت في مناطق النيل الأزرق، ووجد هذا الجعران في
مركز كوستي الجديد، ويمكن الرجوع الى المجموعة (3568) في
متحف السودان القومي، مما يوحي لنا، ولسنا متأكدين، بأن مملكة
كوش قد ضمت وسط السودان.
من سهام حجرية ومخازن للغلال تحت الأرض في الفيوم ظهرت هذه
الآثار مطابقة للسهام الحجرية والمطامير (مخازن الغلال) في كوستي،
وحدد هذا التاريخ بحوالي3900 ق.م.. وربما امتدت مملكة كوستي
الى سنار وبعض مناطق النيل الأزرق ووصلت الى (جبل موية)،
منطقة جنوب شرق كوستي، وتلك المناطق الواقعة ما بين النيلين
الأزرق والأبيض، وفي متحف الخرطوم توجد مجموعة تحت رقم
(3643) اكتشفت عام 1950م هي بين الحفريات التي قام بها آركل..
ويوجد بين هذه المجموعة تمثال لجعران يرجع تاريخه لنفس تاريخ
الآثار التي اكتشفت في مناطق النيل الأزرق، ووجد هذا الجعران في
مركز كوستي الجديد، ويمكن الرجوع الى المجموعة (3568) في
متحف السودان القومي، مما يوحي لنا، ولسنا متأكدين، بأن مملكة
كوش قد ضمت وسط السودان.
ويعتقد بعض المؤرخين، وليس علماء الآثار، ان منطقة كوستي الحالية
كانت مصدراً للقوى العاملة في الجيوش التي ضمت مصر وغزت
فلسطين. ولكن نعود ونؤكد بان منطقتي كردفان ودارفور كانتا ضمن
مملكة كوش.
لا شك ان التاريخ الفرعوني قد زوده الباحثون بالتحقيق بما قاموا به
من اكتشافات اثرية وقراءات للألواح الهيروغلوفية وحددوا الأماكن
التي تأثرت بالحضارة الفرعونية على امتداد نهرالنيل.
وأوضح هؤلاء الباحثون ان المنطقة التي تسمى اليوم كوستي كانت
متلقى طرق بين وسط السودان وجنوب السودان، لما وجدوه من آثار
نوبية وكوشية مطابقة للآثار التي وجدت في كوستي، ومع ذلك لم
يوضحوا لنا اسم هذا المكان، ولكن وصفوه بأنه اقرب النقاط لتندلتي
المدينة المعروفة غرب كوستي، و(الفشاشوية) قرب شمال كوستي.
وعندما غزا قمبيز مصر هرب بعض الجنود المصريين الى منطقة النيل
الأبيض القريبة من منطقة تسمى نفيسة وأخرى تسمى الكوة (شمال
كوستي)، وحددت الكوة بأنها في منطقة النيل الأبيض وليست في دنقلا
في ذلك الوقت. وانتشر هؤلاء الجنود من مدينة الدويم (شمال كوستي)
حتى جبل اولياء وسوبا بالقرب من الخرطوم.
ويبدو جلياً ان البحث في تاريخ كوستي القديم لا تحققه سوى الآثار
الآركيولوجية والحفريات، حيث نجد ان البحوث التي تجري في زنكور،
وأبي صوفيات في منطقة كردفان (وهي مناطق تقع على مسافة 300
ميل) توجد آثار مماثلة او مطابقة للآثار المكتشفة في تلك المناطق من
ان كوستي تظهر كملتقى بين النيل الأبيض وكردفان، وهذا ما هو واضح
الآن.
ولكن ما حققته الدراسات الآركيولوجية يشير الى ان الملك تهراقا توفي
عام 663 ق.م وخلفه ابن اخته تانوتومانيابن تيتيكو وابن اخت تهراقا
واسمها كواهاتا.. وفي فترة حكمه وقعت حروب وفتوحات وانتقلت
الأسرة الحاكمة وأجهزة حكمها الى مناطق النيل الأبيض في وسط
السودان. وعندما وصل الآشوريون الى الدلتا هرب تاتوسماتي الى
نواحي الجنوب في السودان، ويقول المؤرخون ان تاتوماني نجا من
كل الكوارث وإن ضفعت مملكته ولم يبق له الا ما تبقى في مناطق النيل
الأبيض وجنوب السودان، ولكن يعود المؤرخون ليقولوا ان الآثار التي
وجدت في النيل الأبيض لا تدل البتة على ان اهالي تلك المناطق اعترفوا
بباسماتيك ابن نسوملك صاي في شمال السودان بالقرب من دنقلا..
وهنالك اخرى بمصر، وملك صاي هذا الذي نصبه آشور بن بال ملكاً.
الأبيض القريبة من منطقة تسمى نفيسة وأخرى تسمى الكوة (شمال
كوستي)، وحددت الكوة بأنها في منطقة النيل الأبيض وليست في دنقلا
في ذلك الوقت. وانتشر هؤلاء الجنود من مدينة الدويم (شمال كوستي)
حتى جبل اولياء وسوبا بالقرب من الخرطوم.
ويبدو جلياً ان البحث في تاريخ كوستي القديم لا تحققه سوى الآثار
الآركيولوجية والحفريات، حيث نجد ان البحوث التي تجري في زنكور،
وأبي صوفيات في منطقة كردفان (وهي مناطق تقع على مسافة 300
ميل) توجد آثار مماثلة او مطابقة للآثار المكتشفة في تلك المناطق من
ان كوستي تظهر كملتقى بين النيل الأبيض وكردفان، وهذا ما هو واضح
الآن.
ولكن ما حققته الدراسات الآركيولوجية يشير الى ان الملك تهراقا توفي
عام 663 ق.م وخلفه ابن اخته تانوتومانيابن تيتيكو وابن اخت تهراقا
واسمها كواهاتا.. وفي فترة حكمه وقعت حروب وفتوحات وانتقلت
الأسرة الحاكمة وأجهزة حكمها الى مناطق النيل الأبيض في وسط
السودان. وعندما وصل الآشوريون الى الدلتا هرب تاتوسماتي الى
نواحي الجنوب في السودان، ويقول المؤرخون ان تاتوماني نجا من
كل الكوارث وإن ضفعت مملكته ولم يبق له الا ما تبقى في مناطق النيل
الأبيض وجنوب السودان، ولكن يعود المؤرخون ليقولوا ان الآثار التي
وجدت في النيل الأبيض لا تدل البتة على ان اهالي تلك المناطق اعترفوا
بباسماتيك ابن نسوملك صاي في شمال السودان بالقرب من دنقلا..
وهنالك اخرى بمصر، وملك صاي هذا الذي نصبه آشور بن بال ملكاً.
ويقول المؤرخون ان نبتنومهت، ملك النوبة، بقي مخلصا لمملكة كوش
ووجدت له آثار بمنطقة كوستي.. وإذا سرنا متابعين لسيرة نبتة نجد
بعض الأسماء الآشورية واليونانية في تلك المنطقة.
* كوستي في عهد اليونان والرومان
لم يتم في الفترة ما بين 146-117 ق.م تحديد اسم نهر النيل،
ولكنه تم تعريف النيل الأزرق الذي يأتي من هضاب الحبشة.
وقد ذكر المؤرخون ان بطاليوسالثاني ثامن البطالسة (146-117
ق.م) قد زحف على مملكة مروي وقتها ثم سار جنوباً،وعندما وصل
الى سنار ابقى بعض جيشه هناك فتخطى الجيش سنار وعبر الى
منطقة النيل الأبيض.
والمهتمون بالدراسات اليونانية تابعوا مسيرة الجيش الى النيل الأبيض
واهتدوا الى لوحة من الرخام في ميناء ادلى المعروفة الآن بميناء زولا
(جنوبي مصوع) وحققوا في ذلك، وتعرف اليوم بأكسوم، وقد وجدوا
لوحات مماثلة لها في منطقة كوستي وربك (شرق كوستي) والشوال
(شمال كوستي)، ولكن التاريخ لم يسجل لنا أثرا لليونانيين في منطقة
كوستي.
اما مملكة اكسوم فقد كانت لها –كما يقول المؤرخون– صلات تجارية
مع الرومان، وكانت تقوم منها غزوات لمناطق النيل الأبيض ويصل
جنودها الى الدويم (شمال كوستي) والكوة (شمال كوستي)، ويجعلون
من المكان المعروف اليوم بـ(كوستي) ملتقى لهم للنخاسة (تجارة
الرقيق).
وقد استقرت المراكب في العهد الروماني في منطقة النيل الأبيض،
وكانت كوستي هي ملتقى المراكب المبحرة من الشمال الى الجنوب.
(هذه المعلومة التاريخية تحقق اهمية كوستي كموقع مهم كميناء
نهري وملتقى طرق بين الشمال والجنوب والغرب والشرق).
ووجدت له آثار بمنطقة كوستي.. وإذا سرنا متابعين لسيرة نبتة نجد
بعض الأسماء الآشورية واليونانية في تلك المنطقة.
* كوستي في عهد اليونان والرومان
لم يتم في الفترة ما بين 146-117 ق.م تحديد اسم نهر النيل،
ولكنه تم تعريف النيل الأزرق الذي يأتي من هضاب الحبشة.
وقد ذكر المؤرخون ان بطاليوسالثاني ثامن البطالسة (146-117
ق.م) قد زحف على مملكة مروي وقتها ثم سار جنوباً،وعندما وصل
الى سنار ابقى بعض جيشه هناك فتخطى الجيش سنار وعبر الى
منطقة النيل الأبيض.
والمهتمون بالدراسات اليونانية تابعوا مسيرة الجيش الى النيل الأبيض
واهتدوا الى لوحة من الرخام في ميناء ادلى المعروفة الآن بميناء زولا
(جنوبي مصوع) وحققوا في ذلك، وتعرف اليوم بأكسوم، وقد وجدوا
لوحات مماثلة لها في منطقة كوستي وربك (شرق كوستي) والشوال
(شمال كوستي)، ولكن التاريخ لم يسجل لنا أثرا لليونانيين في منطقة
كوستي.
اما مملكة اكسوم فقد كانت لها –كما يقول المؤرخون– صلات تجارية
مع الرومان، وكانت تقوم منها غزوات لمناطق النيل الأبيض ويصل
جنودها الى الدويم (شمال كوستي) والكوة (شمال كوستي)، ويجعلون
من المكان المعروف اليوم بـ(كوستي) ملتقى لهم للنخاسة (تجارة
الرقيق).
وقد استقرت المراكب في العهد الروماني في منطقة النيل الأبيض،
وكانت كوستي هي ملتقى المراكب المبحرة من الشمال الى الجنوب.
(هذه المعلومة التاريخية تحقق اهمية كوستي كموقع مهم كميناء
نهري وملتقى طرق بين الشمال والجنوب والغرب والشرق).
* كوستي في عهد النصرانية
وتشير بعض المصادر التاريخية الى انه تم اكتشاف بعض الكنائس
في شمال السودان ومنطقة الخرطوم وغرب السودان وفي اواسطه،
وأن المسيحية دخلت السودان عن طريق مصر في عهد الملك نيرون
(45-68 ق.م) على يد القسيس مرقس، وقد ذكر جنوب السودان
في التوراة. وقد تم العثور على كنائس في منطقة شرق النيل في
كوستي والمرابيع (قرية شرق كوستي)، ولكننا لا نستطيع ان نجزم
بأن اهل كوستي قد اعتنقوا الدين المسيحي، ويعود ذلك لمقياس
السكان في تلك المنطقة اذ كان ثلاثة افراد كل ميل مما يجعل التثبت
من ذلك الأمرصعباً.
المتخصصون في المناخ والبيئة يستطعيون ان يمدونا بالدليل على انه
ورد في كتاب (النيل) وكتاب (السفراء في السودان) للدكتور توتيل
ان تلك المناطق كانت تغمرها المستنقعات والغابات.
ويتفق علماء الأجناس بأن سكان السودان يختلفون في اصولهم عن كل
السكان الذين هاجروا الى افريقيا، وفي الوقت نفسه يتفقون على ان
اولاد كوش بنحام بن نوح هاجروا الى افريقيا بعد الطوفان، ولذلك
سميت المملكة في السودان بمملكة كوش.
ولكن سكان السودان جنوب الشلال الأول اختلفوا عن سكانه في شماله،
وكلمة (الشيوبي) التي اطلقت على سكان البلاد جنوبي الشلال الأول
لا تعني جنساً أوعنصرا.ً
فإن كان بعض المؤرخين السودانيين يقولون ان منطقة النيل الأبيض،
بما فيها كوستي، كان يسكنها الشلك، فهذه المقولة مردودة لأن التاريخ
لا يعلم امراً عن هذا الإقليم في الفترة الزمنية التي سبقت القرن السابع
الميلادي، لندرة المصادر ولاعتماد المؤرخين العرب على السماع.
فالمصادر التي امدنا بها ابن حوقل والمهلبي والمسعودي والإدريسي
والدمشقي وابن جبير وابن بطوطة والمقريزي وليون الأفريقي المعروف
بالتاريخ العربي اطلعنا عليها عند هذه الدراسة وكلها معلومات شفهية
تلقوها من رواة، فكان اعتمادنا على الكشوفات الأثرية التي توضح
واقعاً يقول بأن هذه القبائل كانت تقوم بغارات مستمرة على بعضها
بعضا بسبب الطعام والكلأ، وعندها قد تستقر لفترة القبيلة المنتصرة،
وما تلبث ان تتحرك الى مناطق اخرى.. فالشلك قد استقروا في تلك
المنطقة لفترة محدودة، وقد ذكر مخطوط كتاب (الزنج) الذي نشره
تشيرولي ان الفونج قد اسسوا دولتهم اولا في منطقة النيل الأبيض،
وكانت المنطقة المعروفة اليوم بكوستي تمثل الميناء او المرفأ
بالنسبة لهم ثم انتقلوا بعد ذلك الىسنار.
في فصل تاريخ (75 ق.م) جاء في مخطوط (صوماليا)، الذي نشر
في اول القرن، ان الفونج كانوا اولاً في منطقة كوستي.
.........
المصدر : منتدى أنا سوداني
وتشير بعض المصادر التاريخية الى انه تم اكتشاف بعض الكنائس
في شمال السودان ومنطقة الخرطوم وغرب السودان وفي اواسطه،
وأن المسيحية دخلت السودان عن طريق مصر في عهد الملك نيرون
(45-68 ق.م) على يد القسيس مرقس، وقد ذكر جنوب السودان
في التوراة. وقد تم العثور على كنائس في منطقة شرق النيل في
كوستي والمرابيع (قرية شرق كوستي)، ولكننا لا نستطيع ان نجزم
بأن اهل كوستي قد اعتنقوا الدين المسيحي، ويعود ذلك لمقياس
السكان في تلك المنطقة اذ كان ثلاثة افراد كل ميل مما يجعل التثبت
من ذلك الأمرصعباً.
المتخصصون في المناخ والبيئة يستطعيون ان يمدونا بالدليل على انه
ورد في كتاب (النيل) وكتاب (السفراء في السودان) للدكتور توتيل
ان تلك المناطق كانت تغمرها المستنقعات والغابات.
ويتفق علماء الأجناس بأن سكان السودان يختلفون في اصولهم عن كل
السكان الذين هاجروا الى افريقيا، وفي الوقت نفسه يتفقون على ان
اولاد كوش بنحام بن نوح هاجروا الى افريقيا بعد الطوفان، ولذلك
سميت المملكة في السودان بمملكة كوش.
ولكن سكان السودان جنوب الشلال الأول اختلفوا عن سكانه في شماله،
وكلمة (الشيوبي) التي اطلقت على سكان البلاد جنوبي الشلال الأول
لا تعني جنساً أوعنصرا.ً
فإن كان بعض المؤرخين السودانيين يقولون ان منطقة النيل الأبيض،
بما فيها كوستي، كان يسكنها الشلك، فهذه المقولة مردودة لأن التاريخ
لا يعلم امراً عن هذا الإقليم في الفترة الزمنية التي سبقت القرن السابع
الميلادي، لندرة المصادر ولاعتماد المؤرخين العرب على السماع.
فالمصادر التي امدنا بها ابن حوقل والمهلبي والمسعودي والإدريسي
والدمشقي وابن جبير وابن بطوطة والمقريزي وليون الأفريقي المعروف
بالتاريخ العربي اطلعنا عليها عند هذه الدراسة وكلها معلومات شفهية
تلقوها من رواة، فكان اعتمادنا على الكشوفات الأثرية التي توضح
واقعاً يقول بأن هذه القبائل كانت تقوم بغارات مستمرة على بعضها
بعضا بسبب الطعام والكلأ، وعندها قد تستقر لفترة القبيلة المنتصرة،
وما تلبث ان تتحرك الى مناطق اخرى.. فالشلك قد استقروا في تلك
المنطقة لفترة محدودة، وقد ذكر مخطوط كتاب (الزنج) الذي نشره
تشيرولي ان الفونج قد اسسوا دولتهم اولا في منطقة النيل الأبيض،
وكانت المنطقة المعروفة اليوم بكوستي تمثل الميناء او المرفأ
بالنسبة لهم ثم انتقلوا بعد ذلك الىسنار.
في فصل تاريخ (75 ق.م) جاء في مخطوط (صوماليا)، الذي نشر
في اول القرن، ان الفونج كانوا اولاً في منطقة كوستي.
.........
المصدر : منتدى أنا سوداني
الأحد، 17 يناير 2016
خريطة مدينة كوستي
مدينة كوستي:-
كوستي مدينة تقع في ولاية النيل الأبيض بالسودان وهى أكبر مدن الولاية على أرتفاع 390 متر فوق سطح البحر بالضفة الغربية للنيل الأبيض على بعد 360 كيلومتر (224 ميل) من العاصمة الخرطوم، قبالة مدينة رَبَكْ عاصمة الولاية، والواقعة على الضفة الشرقية للنيل الأبيض. وتعتبر كوستي إحدى المدن المهمة في السودان باعتبارها حلقة وصل وملتقى طرق حيث تقع في منتصف الطريق من غرب السودان نحو بورتسودان في الشرق والخرطوم وبها أكبر ميناء نهري في السودان تنساب عبره حركة مرور الأفراد والبضائع بين دولتي السودان وجنوب السودان، وهي مركز رئيسي لزراعة قصب السكر وصناعة السكر في أفريقيا(مصنع سكر كنانة ،مصنع سكر عسلاية،مصنع سكر النيل الأبيض) ومركز مهم لتجارة القطن في السودان.وبها محطة سكك حديد تربط غرب السودان بوسطه وشرقه وتُلّقب بعروس النيل
تعتبر كوستي مركز للثقافة والابداع حيث بها مراكز ونوادي ثقافية مثل نادي الخريجين ،نادي التنس ،نادي الضباط، نادي الشرطة وغيرهم من النوادي والمراكز التي لها دورها في نهضة الثقافة والابداع.
وأيضا توجد في مدينة كوستي جامعة الامام المهدي منارة العلم والمعرفة والتي كان لها الدور الكبير في استقرار التعليم الجامعي بالولاية وتضم الجامعة كلية الطب والعلوم الصحية ،كلية الهندسة، كلية الاداب،كلية الشريعة والقانون.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)